الدكتور: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، بداية اسمح لي أن أوجه تحية إلى الأخ الدكتور
سفر، وأرجو أن يتقبل الله تبارك وتعالى منه هذه المعلومات القيمة الحقيقية.
أريد أولاً أؤمن على كل ما قال، لكن أريد أن أضيف جزءاً آخر يتعلق بالموضوع الأهم، الدولة اليهودية قامت في الواقع على عاملين: الأمن والرخاء لكل يهودي في العالم، والأمن له ثلاثة مستويات في الكيان الإسرائيلي:
أمن الفرد، وأمن الاحتلال، وأمن الدولة، موضوع أمن الفرد كما قال الدكتور
سفر ضُرب ضربة قاصمة بحيث لا يستطيع أن يقول أي إنسان: إنه آمن في الكيان الإسرائيلي، الحديث عن إرسال الكلاب لتشتري لهم من الأسواق، الحديث على عدم الخروج من البيت، على عدم الذهاب إلى الشغل، توصيل الأولاد إلى المدارس، عدم ركوب الحافلات العامة إلى كل ذلك.. حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، ونحن الذين يتحدثون إلينا من العرب الصحفيين يقولون: إن الوضع وصل إلى مرحلة لم تصل إليها الدولة في يوم من الأيام.
ثانياً: أمن الاحتلال، فعلى مدى (23) سنة قبل الانتفاضة المباركة قتل من اليهود (553) يهودياً، بينما آخر إحصائية إسرائيلية تقول: إن في الانتفاضة الأخيرة (890) قتيل إسرائيلي، كانت نسبة القتلى الفلسطينيين إلى الإسرائيليين (1: 10) بينما الآن انخفضت إلى (1: 3) وماذا يقصفون؟ الأطفال والنساء وكبار السن، ويهدمون البيوت على رءوس الكبار الذين يخرجون، بينما نحن نقاتل ونواجه الجندي الإسرائيلي والمستوطن الإسرائيلي.
نأتي إلى النقطة الأخطر والأهم والتي قال عنها
شارون: إنهم يدافعون عن وجودهم، وهو في ذلك صادق، كيف؟
نظرية الأمن القومي الإسرائيلية كانت تقول دائماً: الحروب تبقى خارج حدود الأرض الفلسطينية المحتلة عام (1948م)، فحرب (1948م) كانت باستمرار تتوسع، وحرب (1956م) كانت في
سيناء وكانت في
غزة ولم تكن في داخل حدود (1948م)، وحرب (1967م) انتقلت إلى
الجولان وإلى
الضفة الغربية وإلى
سيناء ولم يكن هناك مس للأمن القومي، بمعنى: لا يخسر السلم المستوطن الصهيوني في الأرض الفلسطينية.
فلأول مرة الأمن القومي يتفجر قلب الكيان الإسرائيلي في ثوانٍ في
القدس أو في
حيفا أو في
يافا، وبذلك أصبحت المعركة في أحشاء الكيان الإسرائيلي، ولم تستطع أن تصل إلى ذلك حروب الدول العربية بمجملها.
النقطة التي أريد أن أضيفها وأؤمن على ما قاله الدكتور
سفر في موضوع الاقتصاد، وهي أن خسائر الكيان الإسرائيلي (23) مليار دولار في الانتفاضة المباركة، والخسائر ليست مرتبطة فقط بحجم ما أصابهم، ولكن بحجم الثقة الدولية في الكيان الإسرائيلي كمكان للاستثمار، وهذا كان لا يتأتى إلا عبر الرحلات والسياحة التي ضربت.
أستطيع أن أقول لك: إن أكثر من (90%) من فنادق الكيان الإسرائيلي أغلقت، هذا الموضوع ألقى بظلاله على البورصة.